لصوص الماضي أفقه من علماء الحاضر
خرج قاضي أنطاكية ليلاً إلى مزرعةٍ له ، فلما سار من البلد اعترضه لص ، فقال له : دع ما معك وإلا أوقعتُ بك المكروه .. فقال القاضي : أيَّدَك الله ؛ إن لأهل العلم حرمة ، وأنا قاضي البلد ، فَمُنَّ عليَّ .. فقال اللص : الحمد لله الذي أمكنني منك، لأني منك على يقين أنك ترجع إلى كفاية من الثياب والدواب، أما غيرك فربما كان ضعيف الحال فقيراً، لا يجد شيئاً .. فقال له القاضي : أين أنت مما يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الدين دين الله ، والعباد عباد الله ، والسنة سُنَّتي ، فمَن ابتدع فعليه لعنة الله ». وقطعُ الطريق بدعة ، وأنا أشفق عليك من أن تدخل تحت اللعنة .. فقال اللص : يا سيدي هذا حديث مُرْسَل ، لم يُرْوَ عن نافع ، ولا عن ابن عمر. ولو سلّمته لك تسليم عدل أو تسليم انقطاع ؛ فما بالك بلص متلصص مما لا قوت له ولا يرجع إلى كفاية عنده! ؛ إن ما معك هو حلال لي ؛ فقد روى مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال:« لو كانت الدنيا دماً عبيطاً لكان قوت المؤمنين منها حلالاً ». ولا خلاف عند جميع العلماء أن للإنسان أن يحيي نفسه وعياله بمال غيره إذا خشي الهلاك. وأنا والل...