أنا الذي أُغلقُ الأبوابَ مجتهِداً ** على المعاصي وعينُ اللهِ تنظرُني


أنا الذي أُغلقُ الأبوابَ مجتهِداً ** على المعاصي وعينُ اللهِ تنظرُني

يا زلة كُتِبَتْ في لحظة ذهَبَت ** يا حسْرة بقيَت في القلب تُحرقني
كم هي مؤلمة تلكَ الساعة التي نقضيها في شهوةٍ عابرة خلفَ الشاشاتِ واستترنا بها ونظنّ أننا مٌستترين, ونسينا أنّ الله يرى ويسمع ويعلم ومُحيط بكلِّ ما نعمل
بل إنّه سُبحانه هو الذي مُقدِّرْ لنا آنذاك بالصحّة في البدن .. وهو كريم رحيم
فوالله لو شاءَ سبحانه لانتزعَ منا تلك الشهوة أو نعمة السمع أو نعمة البصَر فأصبحنا على وجوهنا نهيم
إخواني ..
أينَ المراقبة للسميعِ البصير وهو القائل : (( يعلمُ خائنة الأعينِ وما تُخفي الصدور ))
أينَ الحياء من الله وهو القائِل : (( وما قدَروا اللهَ حقَّ قدْرِه ))
أينَ الطاعة لله وهو القائِل : (( استجيبوا للهِ إذا دعاكم لما يُحييكم ))
أين من يريد السعادة والله يقول: (( ولو أنّ أهلَ القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهِم بركات من السماءِ والأرض ))
إخواني ..
أينَ الشجاعة في القلوب .. والهمّة العالية .. والعزيمة الوقادة
لماذا يستخفُّنا الشيطان إلى معصيةٍ لا تأخذُ منا إلا سويعات .. لكن حسرتَها وعاقبتها تدومُ سنوات
لماذا يُهيننا الشيطان .. فنذعنُ له ونقف في صفِّهِ ضدّ الحبيب ربُّ العزة والجلال
أم نسيتم أنّ الشيطان تحدانا أمامَ الله أن يُغويَنا ,, فأينَ الشجاعة أمام هذا التحدي
لماذا نوافق الشيطان على رأيه .. والله أخبرَنا عن يومَ القيامة : (( إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتبَعوا ))
وأخبرَنا عن إهانة الشيطان وشماتته بمن اتبعوه :
(( .. وما كانَ لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسَكم .. ))
إذن لنعزمَ من الآن على إهانتِهِ والشماتة به قبل أن تكون منه علينا يومَ القيامة
ونعلنها وقفة جادة مع الله فيما يُرضيه .. والابتعاد عن الذي يغضبه
ووقفة لتحدي الشيطان أننا قادرون , واثقون , صادقون , أقوياء على طاعة الله
ولن يثنينا الشيطانُ أبداً .. ولن يُحكِم سيطرتَهُ علينا ,, فنحنُ أقوى وأشجعَ وأعقلَ منه
هيا ضعوا أيديكم في يدي .. وشدوا الهِمّة .. وأسرجوا خيولَ العزيمة
((والله معكم ولن يتِرَكم أعمالكم ))

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(راس الارجيلة) ورق الالومنيوم (ورق االقصدير) - تحذير رسمي

العلاقة بين الفلسفة والطب عند المسلمين -- دكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني

هَذِي دِمَشْقُ… شعر/ عيسى جرابا